يدين التاريخ الغني للعلا المتجددة عبر الزمن بالكثير - إن لم يكن بكل شيء - إلى الواحة الجميلة. فهي شريان الحياة المورق الذي أمدّ السكان القدماء بالظل والماء والغذاء والمواد التي أعانتهم على إيجاد المأوى ومصادر الدخل. واليوم، ما زالت الواحة هي جوهر أي رحلة إلى العلا؛ وستظل بجمالها تقدم إلى زوارها مجموعة متنوعة من التجارب التي تساعدهم على فهم دورها في ازدهار المنطقة على مر القرون.
ويمكن للزوار البدء بجولة تعريفية على الأقدام؛ وفي الواحة خياران للاشتراك في الجولة. يمكن للزوار سماع الحكايات التي تروي لهم كيف ساعدت الواحة في ازدهار منطقة العلا من خلال المشاركة في جولة مشي مدتها 90 دقيقة برفقة أحد المرشدين المحليين الملمين بتاريخ المنطقة. ويمكن أيضًا المشاركة في جولة مسار الواحة التراثي وهي نزهة لطيفة لمسافة 3 كيلومترات عبر المساحات الخضراء تبدأ بتناول التمر والفواكه المجففة والقهوة. انضم إلينا في نزهة هادئة تحت أشجار النخيل وشجيرات الموز لمشاهدة الأراضي الزراعية التي رُدت إليها الحياة والمباني العريقة المبنية بالطوب الطيني وأسوار البلدة المرممة وأشجار الفاكهة التي تزين الواحة. وإذا كنت ترغب في استكشاف المسارات العامة التي يبلغ طولها 6 كيلومترات المُكملة بإرشادات واضحة في كل خطوة، فلا تتردد في الانطلاق في جولة مسائية أو صباحية على تلك المسارات واستمتع بوجودك في قلب الطبيعة.
تجود الواحة على أحبائها بحصاد وفير من التمر والفاكهة والأعشاب التي تغذي مطابخ المطاعم المحلية، فلا تفوتك تجربة الأكلات المميزة التي تقدمها تلك المطاعم في تجربة لا تُنسى للتواصل مع الطبيعة. على سبيل المثال، يختار خبراء الحصاد النعناع الطازج ويعدونه لتحضير الشاي المنعش في مقهى شاي الواحة الهادئ الذي ستجده على مقربة منك أينما كنت.
كما يتبنى الطهاة في مطعم "طاولة فايزة" نهجًا طبيعيًا يأتي بالمكونات "من الواحة إلى طاولتك" مباشرةً؛ فهو مطعم عائلي يشغل مبنى عريق من الطوب الطيني تم ترميمه لاستقبال الزوار من عشاق الثقافات المحلية ليستمتعوا على الطاولات التي تُزين سطح المطعم بإطلالة رحبة على الواحة الرائعة. وهناك جوهرة أخرى ستجدونها وسط المساحات الخضراء المحيطة، وهي "قلب الواحة" هذا المطعم الذي يضم مطبخًا مفتوحًا يخلق أجواءً من الحركة والنشاط يغذي العقل والجسم بأطباقه الشهية المبتكرة من أجود ثمار الواحة. وفي ناحية أخرى، نجد مطعم تاما الذي يستفيد أقصى استفادة من إنتاج الواحة.
والإنتاج المحلي الواسع يتجاوز الطعام إلى غيره من المواد الطبيعية، كمنتجات المورينجا التي تتوفر في العديد من المنتجعات الصحية ومراكز التصفيف التي تخدم الزوار في جميع أنحاء العلا. كما تدخل البذور السحرية في تحضير الشموع والصابون في متاجر الهدايا المتناثرة في جميع أنحاء المدينة القديمة.
ويمكن للزوار الاستمتاع بالمزيد من إبداعات الطعام في الواحة في مطعم "سموير" الذي يجذب الزوار المخلصين بأطباقه التي تأتيكم مباشرة من فرن الطوب التقليدي، وقائمة طعام معاصرة تضم عددًا من إبداعات البحر الأبيض المتوسط/الشرق الأوسط اللذيذة الشهية مثل الأرز بالشمندر وتبولة الكيل. أما مطعم "سيركولو" الإيطالي فيقدم لزواره خيارات ألذ لتناول طعام الواحة والاستمتاع بأجوائها الكريمة.
تجارب رائعة…