تزخر العلا بثقافة متفردة تُثريها تفاصيل الحياة اليومية، حيث يتجسد تاريخها العريق الذي يمتد لنحو 7,000 عام كشاهد على تعاقب الحضارات وتأصل الممالك التي ازدهرت على أرضها. وقد أثمر هذا الماضي الغني عن مركز نابض للفعاليات الثقافية ونقطة التقاء اجتماعية تعكس عمق الترابط الإنساني، يتوَّج كل ذلك بأصالة الضيافة العربية التي تُظهر كرمها وسخاءها في أبهى صورها.
وفي قلب وادي عشار الخلّاب، نجد قاعة مرايا المُذهلة، وهي أكبر مبنى مُحاط بالمرايا في العالم، والذي يأتي اسمه من الكلمة العربية "مرآة"، فهو تُحفة معمارية يعكس جمال الطبيعة الخلّابة من حوله، ويأسرك بجماله من بعيد كما لو كُنت قريبًا منه تمامًا. وبفضل مظهره المُذهل والفريد، قد لعب دورًا في استضافة أبرز الفنانين والفعاليات حول العالم، إضافةً إلى المعارض الفنيّة المُعاصرة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
ولقد تمّ إحياء بلدة العلا القديمة بعنايةٍ سنواتٍ بعد سنوات، وهي تقع الآن في الشارع الرّئيسِ الذي يشعر فيه الزائرون وكأنهم انتقلوا إلى أسطورة من الأساطير العربيّة القديمة. لذا، ندعوك للاستمتاع بالحفلات الثقافيّة، التي تضم حفل طنطورة السنويّ، والحفلات الموسيقيّة، والمسرح الغامر، والفعاليات الأدبيّة، بالإضافة إلى العروض التي تسهم في إحياء التقاليد القديمة، أو الاستمتاع ببساطةٍ بجمال الطبيعة في ساعة الشفق، والتّجوُّل في الشارع الرئيسِ، والتّحدُّث مع سكان العلا، والمشي بين المحال التجارية المحليّة بحثًا عن هدايا تذكاريّة أصليّة ومحلية الصُنع والتي ستجد منها ما ينال إعجابك؛ حيث ظلّت العلا ملاذًا للتجارة لفترةٍ طويلةٍ من الزمن بعد جلب طريق البُخور نشاطًا مُزدهرًا لشمال غرب المملكة العربية السعودية.
كذلك تعمل فعاليات ومهرجانات لحظات العلا على التقاط صور من التقاليد القديمة وإعادة تقديمها للمُسافرين اليوم. كما ندعوك لتُجدِّد حيويتك وتنعم بقدرٍ من التأمُّل، وصحة الجسد، وصفاء الروح مع مُدربين رائدين في مهرجان العلا للاستجمام والاسترخاء. واستمتع بمُشاهدة فناني مهرجان الممالك القديمة وهم يُجسدون إرث هذه الممالك نُصْبَ عينيك... وتتجدد القائمة دومًا بتجدُّد العلا عبر الزمن.