تستمرّ العلا بترسيخ مكانتها كواحدة من أهمّ مراكز التقاليد السعودية الأصيلة، وتواصل جهودها الدؤوبة لإثراء مشهد الرياضات التراثية العريقة على أرضها. تتجاوز أهمية هذه المنافسات قيمتها الترفيهية العالية لتتضمن مفاهيمها مجموعة من المهارات والقدرات الراسخة في تاريخ وتراث المملكة والوطن العربي.

تُعتبر قرية مغيراء للرياضات الأصيلة الوجهة الرئيسية للفعاليات التنافسية في العلا، وتواصل مساهمتها في إحياء التراث مع استضافة سلسلة متنوّعة من السباقات والتحديات المتوارثة عبر الأجيال. تُعدّ الصِقارة من أهمّ الرياضات الراسخة في التاريخ المحلي المُمتد عبر آلاف السنين، وحفرت مكانتها في المشهد الرياضي مع تنظيم كأس العلا للصقور لتصبح أكبر بطولة من نوعها على مستوى العالم. حققت الفعالية نجاحاً مُبهراً مع مشاركة ما يبلغ 2,000 من أمهر الصقّارين المتألّقين بمهاراتهم المُذهلة وهم يتنافسون على مجموعة جوائز تبلغ قيمتها الإجمالية ما يعادل 16 مليون دولار.

ومن أهم الفعاليات المُقامة بضيافة قرية مغيراء للرياضات الأصيلة هو كأس العلا للهجن، والذي يُعتبر اليوم أكبر بطولة سنوية لسباقات الجِمال في العالم. حقق الكأس في موسمه الافتتاحي عام 2023 نجاحاً مُبهراً أعطاه لقب «سنام السباقات» مع انطلاق نخبة من الإبل العربية الأصيلة بأقصى سرعاتها وطاقاتها في منافسة على لقب «بطل الأبطال». استمرّت الأجواء الحماسية لهذه الفعالية لأربعة أيام تقديراً لهذه المخلوقات الصحراوية المهيبة، واحتفالاً بمكانتها في قلوب أبناء المجتمع السعودي ووجدانهم كرمز للصبر والعزيمة.

مثالان آخران على الرياضات التراثية التي تحمل مكانة جوهرية في نسيج الثقافة المحلية هما الرماية من على ظهر الخيل، والتقاط الأوتاد. تُخلّد الرياضتين مهارات الفروسية التي اعتمد عليها أسلافنا في مختلف جوانب الحياة، وتتجلى أهميتها في تنظيم «كأس العالم للرماية من على ظهر الخيل» و «بطولة العلا الدولية لالتقاط الأوتاد» بضيافة قرية الفرسان، حين اعتلى المشاركون خيولهم المقدامة ليُبهروا الجماهير ببراعتهم الاستثنائية، وروعة أدائهم.

إلى جانب برنامجها الحافل بالسباقات، والمنافسات، والبطولات العالمية، تُرحّب العلا بأهلها وضيوفها للتعرّف على هذه الرياضات وأهميتها التاريخية من خلال ورشات العمل التفاعلية. تسمح هذه التجارب الممتعة للمشاركين باختبار مهاراتهم في التقاط الأوتاد مع استخدام السيوف والرماح، واكتشاف روعة فنون الرماية التي اعتزّ بها أجدادنا عبر التاريخ.

تُعتبر هذه التجارب والفعاليات الرياضية المتنوّعة برهاناً على التزام العلا بأن تصبح الوجهة المثالية ليتعرّف زوّار المملكة على التقاليد الخالدة، والكنز الثقافي المُلهم لدى المجتمع السعودي. إلى جانب تقديم فرصة نشهد معها إحياء هذه الرياضات المتوارثة عبر آلاف السنين، فهي تلعب دوراً كبيراً في تعميق اتصالنا بالتراث المحلي، والذي يستمرّ بالازدهار ويُعتبر شهادة على القوة المنيعة لهذه المنطقة الاستثنائية.