«نورة» أول فيلم سعودي في مهرجان كان السينمائي

أحدثت السينما السعودية نقلة فارقة استطاعت معها أن تترك بصمة مؤثرة، وتلفت أنظار العالم في ضوء الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي هذا العام. حصل فيلم «نورة» الذي تم تصويره بالكامل في العلا، على إشادة خاصة من لجنة التحكيم لجائزة «نظرة ما». يضم العمل الإبداعي المميّز طاقم عمل سعودي بالكامل تم اختياره رسمياً خلال فعاليات مهرجان كان السينمائي.

تدور أحداث فيلم «نورة» في قرية بعيدة في المملكة العربية السعودية في حقبة التسعينيات الميلادية، ويحكي قصة مؤثرة لفتاة شابة يتيمة تغيّرت حياتها تماماً عندما التقت بنادر، الفنان والمعلم الجديد في قريتها. قصة مؤثرة للغاية لشخصين يكتشفان صوت الإبداع والفن المنبعث داخل نفسيهما لتتغير حياتهما إلى الأبد.

الفيلم من كتابة وإخراج وإنتاج توفيق الزايدي، ويشارك فيه الفنان المميّز يعقوب الفرحان، والفنانة الصاعدة ماريا بحراوي، والفنان القدير عبد الله السدحان. ضم طاقم العمل نسبة تجاوزت 40% من الكوادر الفنية السعودية الواعدة. ويأتي إنتاج هذا الفيلم ضمن مبادرات العلا لسرد القصص السعودية، وتعريف العالم بالتراث الثقافي والفني السعودي الأصيل، وتمكين المواهب الوطنية الواعدة لتكون جزءاً أساسياً في تحقيق ذلك.

سلّط هذا الإنجاز السينمائي السعودي الضوء على ثراء المحتوى وتميّز السرد والرواية القصصية في المملكة العربية السعودية، وأكدّ على الدور الهام والمكانة الكبيرة التي تتمتّع بها السعودية في المشهد الثقافي العالمي. كما لفت أنظار العالم وصنّاع السينما إلى المناظر الطبيعية الخلّابة، والمعالم المتنوعة التي تتميّز بها بيئة وتضاريس العلا.

يأتي هذا التكريم بعد حصول فيلم «نورة» على جائزة أفضل فيلم سعودي خلال عرضه الأول في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في ديسمبر 2023. وتعتبر سلسلة النجاحات المستمرة للفيلم احتفالاً حقيقياً بالنهضة الثقافية في المملكة العربية السعودية، وشاهداً على تطور صناعة السينما في المملكة، ودليلاً واضحاً على تواجدها وحضورها ومكانتها في صناعة السينما العالمية.

أهم مواقع تصوير الأفلام في العلا

تحوّلت العلا على أعقاب هذا التكريم والاعتراف العالمي مركزاً للإنتاج السينمائي المحلي والعالمي، ووجهة أولى لصانعي الأفلام الذين يبحثون عن مزيج من الطبيعة الساحرة، والتضاريس الوعرة، والمساحات الصحراوية الشاسعة، لما تتميّز به من مناظر طبيعية فريدة من نوعها جعلت منها موقعاً مثالياً . ومن هذه المواقع المميّزة:

1) موقع الحِجر الأثري: أبرز مواقع العلا الأثرية، المدينة النبطية القديمة والممتدة على مساحة 52 هكتار، والتي تضم أكثر من مائة مقبرة أثرية و 94 واجهة منحوتة بمهارة وإبداع. تم إدراج الحِجر كأول المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2008.

2) جبل عِكمة: يُعرف أيضاً «بالمكتبة التاريخية المفتوحة» ويضم أكثر من 500 نقشاً أثرياً تعود إلى فترة حكم مملَكتي دادان ولحيان. وتعتبر هذه النقوش المحفورة بأكثر من عشر لغات، والنصوص المتنوعة، بمثابة مقدمة للغة العربية.

3) جبل الفيل: أعجوبة جيولوجية نحتتها قِوى الطبيعة، من رياح وأمطار، في الحجر الرملي الأحمر على مرّ السنين لتتحوّل إلى مجسّم فيل كبير يتربّع رمال الصحراء.

4) صخرة القوس: هذا التكوين الصخري الفريد، والمعروف أيضاً باسم صخرة قوس قزح، هو عبارة عن هيكل على شكل جسر منحوت بفعل الطبيعة، تحيط به قطع متعددة الألوان من الكوارتز المتناثرة على الأرض لتزيد من سحره وجماله.


5) الغراميل: يبعد هذا الموقع المميّز قرابة الساعة من وسط العلا، وتتميّز المنطقة بأعمدة حجرية داكنة اللون تشمخ نحو السماء وسط النجوم المتلألئة.


6) واحة العلا: المنطقة الخصبة الغنية بالموارد الطبيعية الوفيرة، والتي تعتبر الشاهد الأساسي على ازدهار الحضارات الإنسانية القديمة في العلا.

المقالات

تعرّف على حكايات المعالم الشهيرة في العلا، وتفاصيل التجارب المشوّقة، وغيرها الكثير عن مُختلف المواضيع المتعلّقة بهذه الوجهة الاستثنائية مع مجموعة مُختارة من مقالات السفر والعطلات التي أعدّها المختصّون في هذا المجال.

اقرأ جميع المقالات