العلا والنمر العربي

في إطار الجهود الواسعة لحماية الطبيعة وإعادة الحياة البرية في العلا، يعمل الناشطون في مجال الحفاظ على البيئة في «صندوق النمر العربي» على استعادة التوازن الطبيعي من خلال تأهيل المساكن الطبيعية وإطلاق مبادرات التوعية العامة.

 

تشهد العلا إطلاق مشروع بيئي في قلب الواحة والأراضي الصحراوية ليكون نقطة تحوّل في شكل الحياة البرية بحلول عام 2030. تهدف هذه المبادرة الطموحة إلى إعادة تأهيل 65 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة، بسبب الأنشطة البشرية، لتحقيق الاستدامة والتعايش بين البشر والطبيعة، كما كان الحال منذ آلاف السنين.

الجهود المبذولة لإعادة النباتات والحيوانات المحلية إلى موطنها الطبيعي هي من أهم المبادرات التي يسعى مشروع استعادة الحياة البرية في العلا إلى تحقيقها. نجحت هذه المبادرات حتى الآن باستعادة بعض أشكال الحياة البرية، مثل المها العربي، ولكن تبقى عودة النمر العربي إلى البراري من أهم الأهداف وأكثرها تحدياً. تُعتبر النمور العربية من أكثر الحيوانات المهدّدة بالانقراض غموضاً في العالم، ويقُدّر عددها الحالي في البرية بـ 200 نمر فقط، لذا فهي تتمتّع بمكانة مهمة جداً في التنوّع البيولوجي للمنطقة.

برنامج حماية النمر العربي

يُعتبر «مركز إكثار وصون النمر العربي» الموقع الوحيد النشط حالياً في العالم ضمن مجال الإكثار بهدف الحفاظ على هذه المخلوقات المهيبة، وقد نجح في مضاعفة أعدادها منذ تولّيه المشروع في عام 2020.

في ديسمبر 2024، تم الإعلان عن ثالث حالة ولادة موثّقة خلال الثلاثين عاماً الماضية، والأولى تحت الرعاية داخل السعودية، وذلك عندما كُشف إنجاب «ورد» و «باهر» ثلاثة أشبال، ذكرين وأنثى، في يونيو من ذلك العام.

التاريخ والتهديد بالانقراض

يُعدّ النمر العربي من أهم الثدييات الأصلية في شبه الجزيرة العربية، وتعود جذوره إلى إفريقيا منذ نحو 500 ألف عام. ومع توسّع المستوطنات البشرية وتراجع أعداد الفرائس، أصبح هذا النوع مهدداً بالانقراض. فقد أسهمت الأنشطة البشرية، مثل الصيد والتعدي على مساكنه الطبيعية، في دفعه إلى حافة الزوال. لذلك، بات اتخاذ إجراءات عاجلة ضرورة ملحّة لضمان بقائه في البرّية.

يُمثّل مشروع إعادة تأهيل الحياة البرية في العلا منارة أمل لعودة النمر العربي، وازدهار البيئة الطبيعية في المنطقة بأكملها، وتشهد نتائجه على ما يُمكن لنا تحقيقه عند تكريس جهودنا في سبيل حماية الطبيعة. يستمر تطوير هذا المشروع على أمل تحويل شبه الجزيرة العربية إلى منطقة بيئية مختلفة تماماً، تبدو فيها الصحراء أكثر اخضراراً، وتتعايش في أحضانها أجيالنا القادمة مع الطبيعة بمنتهى الوئام والانسجام.

اليوم العالمي للنمر العربي

في يونيو 2023، اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً بالعاشر من فبراير باعتباره اليوم العالمي للنمر العربي. يُعدّ هذا الاعتراف إنجازاً هاماً في الجهود المبذولة لإخراج النمر العربي من قائمة الفصائل المهددة بالانقراض بصورة حرِجة. جاء هذا الإعلان بعد عام من إطلاق سلسلة من المبادرات المحلية في اليوم ذاته، مما سيسهم في تسليط الضوء على الحملة لسنوات طويلة.

في عام 2025، ستشمل الفعاليات ما يلي:

  • بطولة «اليوم العالمي للنمر العربي» لكرة القدم في العلا
  • إطلاق حملة إعلانية عالمية
  • شراكة مع جمعية علم الحيوان في لندن ضمن حديقة حيوان لندن
  • مسيرة اليوم العالمي للنمر العربي في العلا

المقالات

تعرّف على حكايات المعالم الشهيرة في العلا، وتفاصيل التجارب المشوّقة، وغيرها الكثير عن مُختلف المواضيع المتعلّقة بهذه الوجهة الاستثنائية مع مجموعة مُختارة من مقالات السفر والعطلات التي أعدّها المختصّون في هذا المجال.

اقرأ جميع المقالات