Silhouette Of The Two Cyclist Riding A Road Bike At Sunset

ركوب الدراجات الهوائية

يشرح لنا محمد صقير، عاشق وشبه محترف في عالم ركوب الدرّاجات الهوائية، عن الأسباب والمقوّمات التي تجعل العلا وجهة عالمية نموذجية لرياضته المفضّلة.

سيدني تولو

 

25 أبريل 2024

"عندما أشعر بالتوتر، أركب الدرّاجة وأنطلق"

يبدأ محمد صقير حديثة قائلاً: «من الصعب أن أصف بالكلمات ما يعنيه ركوب الدرّاجات بالنسبة لي... أودُّ القيام بذلك كل يوم». يؤكد جميع عُشّاق ركوب الدرّاجات على أن هذه الرياضة ليس مجرّد هواية، بل هي شغف وأسلوب حياة. يُتابع محمد: «وقعت في حب ركوب الدرّاجات عندما كنت طفلاً... كانت الدرّاجة أول شيء أتذكّر رغبتي بالحصول عليه. أصبحت اليوم إدماناً. عندما أشعر بالتوتر، أركب الدرّاجة وأنطلق».

شهدت رياضة ركوب الدرّاجات الهوائية، والنشاطات السياحية المتعلّقة بها، رواجاً كبيراً في السنوات الماضية. ومع انتشار ثقافة ركوب الدرّاجات بين الناس وتحوّلها إلى علاقة حب لا تنتهي، بدأت العديد من الوجهات بفتح أبوابها لاستقبال عُشّاق الرياضة من جميع أنحاء العالم... وكانت العلا إحدى تلك الوجهات التي رحّبت بهذا التوجّه الجديد.

وجهة عالمية لركوب الدرّاجات الهوائية

من وجهة نظر محمد، وهو راكب درّاجات شبه محترف من جدّة، تمتلك العلا جميع المقوّمات المطلوبة لتكون وجهة عالمية تستقبل محترفي وهواة هذه الرياضة. العامل الأول هو موقعها البعيد نسبياً عن باقي المُدن مما يوفّر الحرية لراكبي الدرّاجات، فالطرقات تكون غالباً خالية من السيارات. يوضّح محمد هذه النقطة قائلاً: «العلا مكانٌ آمن لركوب الدرّاجات بسبب انخفاض عدد السكان... وحركة المرور خفيفة». في العادة تكون البنية التحتية ضعيفة في المواقع المعزولة، إلا أن الوضع مختلف تماماً في العلا... يقول أحمد: «طُرقها هي الأفضل في تجربتي».

تشتهر العلا بمناظرها الطبيعية الخلاّبة من تكوينات صخرية عجيبة، وكثبان رملية متموّجة، وهضاب بركانية مذهلة مما يجعل من ركوب الدرّاجات الهوائية بين تضاريسها المتنوّعة تجربة فريدة من نوعها. يؤكّد أحمد على ذلك قائلاً: «العلا جنة ركوب الدرّاجات... ولديها ما يُناسب الجميع، حتى المحترفين».


استضافت العلا سباق طواف العلا بفضل مقوّماتها الطبيعية، والعوامل المثالية التي توفّرها لرياضة ركوب الدرّجات الهوائية. يٌعد هذا السباق، المؤلَّف من خمس مراحل، أحد أهم سباقات ركوب الدرّاجات الهوائية في المنطقة وتنافس فيه 16 فريقاً عالمياً للفوز باللّقب المرموق. يمتد مسار السباق على مئات الكيلومترات ويتضمن مناطق التسلّق التي تُقلل من قدرة المتسابقين على القدرة والتحمّل، المسارات المتعرّجة، مناطق الهبوط الحر لتحدّي أفضل راكبي الدرّجات في العالم. يُرحب السباق بمشاركة الهواة مع سباقات مخصصة للصغار، وجولات ركوب الدرّاجات الهواية برفقة مرشدين مُختصين، ومعسكر ركوب الدرّجات الذي يهدف على إلهام جيل الشباب وتدريبهم للوصول إلى الاحترافية.

يدرك محمد من خبرته الشخصية أنّ ركوب الدراجات الهوائية على مسارات العلا هي تجربة تحمل الكثير من الإرهاق، ولكنه يرى أنّ متعة هذه الرياضة تكمن في صعوبتها ولحظات التحدي التي يعيشها معها. يشرح الرياضي: «يستنزف ركوب الدراجات على مسارات العلا طاقتي الجسدية بالكامل... إنه نشاط صعب ومتعب جداً، لكنه يستحق العناء. فدون مشقّة الصعود، لا أحظى بالاستمتاع بمتعة النزول على طريق منحدر».

متعة ركوب الدرّاجات على مدار العام

تتباهى العلا بطبيعتها وبيئتها الصحراوية، لكن موقعها المميز في قلب الوادي الجبلي يجعل درجات حرارتها أكثر اعتدالاً بالمقارنة مع بقية مناطق شبه الجزيرة العربية. يؤكد محمد: «ركوب الدراجات في العلا ممتع طوال العام»، وذلك بفضل مناخها الذي يسمح بممارسة هذه الرياضة في الصباح الباكر وفي المساء خلال أشهر الصيف. إضافةً لكونها وجهة مفضّلة لدى الدراجين، تقدم العلا مجموعة كبيرة ومتنوعة من المغامرات في الهواء الطلق، مثل جولات المشي، تسلق الجبال، عبور مياه الوديان، تجربة زيبلاين العلا، وغيرها الكثير.

بالإضافة إلى كل ما تتميّز به العلا من نشاطات مشوّقة وفرص لاستكشاف طبيعتها الساحرة، فإن ما يعطيها مكانتها لدى محمد هو التجربة الاستثنائية التي توفرها لعُشاق ركوب الدراجات الهوائية. يعتبر الرياضي أنّ روح الفريق التي تجمعه بالدرّاجين في العلا هي ما يشعل الحماس في قلبه عند زيارتها، ويؤكد ذلك قائلاً: «مجتمع الدرّاجين في العلا بغاية الأهمية بالنسبة لي... وأنا أعشق ركوب الدراجات الهوائية مع أصدقائي وعائلتي، فذلك يساعدني على التركيز والمحافظة على لياقتي البدنية».

على الرغم من رغبة البعض بأن تبقى العلا جوهرة مخفية لا يعرفها الكثيرون كوجهة مثالية للدراجين، إلا أن محمد لديه رأي آخر. «لا أستطيع تخيّل حياتي دون ركوب الدراجات الهوائية، وأريد الجميع أن يعرفوا مدى روعة العلا كملتقى لعشاق هذه الرياضة».