أطلقت وزارة الثقافة السعودية على عام 2024 اسم عام الإبل تقديراً للمكانة الفريدة للجمل في قلوب أبناء شبه الجزيرة العربية ووجدانهم. وفي العلا، لعبت هذه المخلوقات الصحراوية الجبّارة، المنعوتة بـ «سفن الصحراء» دوراً جوهرياً في التجارة والمواصلات، ورافقت الإنسان البدوي في حياته وترحاله منذ مئات السنين. يستمرّ هذا الاحتفال عاماً كاملاً ليمنحنا فرصة استثنائية لتكريم الإرث الخالد للإبل الأصيلة، وما يجمعنا بها من اتصال روحي عميق وتاريخ مُشترَك.

تعود أجواء الحماس من جديد مع انطلاق الموسم الثاني من كأس العلا للهجن بالتزامن مع المظاهر الاحتفالية بمناسة إعلان عام الإبل. وبعد أن رسّخ الموسم الافتتاحي في 2023 مكانة هذه الفعالية الرياضية التراثية، اكتسبت بجدارة لقب سنام السباقات وأصبحت أهمّ مسابقة سنوية للجِمال في العالم. تستعدّ نخبة من الجِمال العربية الأصيلة من كافة أنحاء المنطقة لخوض أروع المنافسات بين 24 و 27 أبريل من هذا العام في مشهد مذهل تتألّق فيه بسرعتها، ورشاقتها، وقدراتها المذهلة خلف أروع مشاهد الطبيعة الصحراوية.

تستمر هذه الفعالية لأربعة أيام بهدف تكريم التقاليد الخالدة لتنظيم سباقات الجِمال في المملكة وشبه الجزيرة العربية، وتسليط الضوء على أهمية هذه الرياضة التراثية أمام الجماهير العربية والعالمية. تُقام الفعالية بضيافة قرية مغيراء للرياضات الأصيلة وتشهد تنافساً بين أسرع الإبل وأكثرها رشاقةً في المنطقة على أضخم جائزة في تاريخ سباقات الهجن، مع برنامج منوّع من النشاطات الثقافية، والعروض الترفيهية، وغيرها الكثير.

بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة عام 2024 السنة الدولية للإبليات، يؤكد عام الإبل على الجهود المحلية الملتزمة بصيانة التراث الثقافي للمملكة وتعزيز مبادئ الاستدامة في قطاع السياحة. وبدوره، يُعتبر كأس العلا للهجن فعالية جوهرية للاحتفال بالتاريخ العريق لأرض الحضارات، ومصدر إلهام يرافق الأجيال الحديثة من المسافرين في رحلاتهم لاستكشاف المنطقة بطبيعتها الساحرة، وتراثها الأصيل، وتقاليدها الخالدة.

مع اقتراب موعد بدء سباقات الهجن، تستعد العلا لاستضافة الجماهير من كافة أنحاء العالم، مع الترحيب بهم لاستكشاف عراقة إرثها الحضاري والإنساني. تُعتبر هذه الفعالية الرياضية واحدة أهم المبادرات لتجديد المشهد الثقافي للمملكة وتطويره، وخطوة جديدة لترسيخ العلا بين الوجهات السياحية العالمية، وحفر مكانتها كمركز تلتقي فيه أصالة التاريخ مع ابتكار المستقبل، ويبقى الجمل رمزاً للتكيّف، والعزيمة، والصمود.